بحث هذه المدونة الإلكترونية

معاناة الجالية العراقية مع الجواز العراقي.



ديندار جيجو..
مشكلة الحصول على الجواز العراقي بالنسبة لابناء الجالية العراقية في بعض الدول الاوربية، باتت مشكلة قديمة حديثة ، وبين الفترة والاخرى تظهر هذه المشكلة باسلوب وصورة جديدة دون ان يلوح في الافق بان هناك حل جذري لها. فبين تعدد انواع فئات الجوازات والتوقف المستمر في عملية اصدار الجوازات وبين الاجراءات المعقدة لاستصدار الجواز وبطء هذه الاجراءات تتمحور وتتمركز معاناة العديد من ابناء الجالية العراقية مع السفارات العراقية في بعض الدول الاوربية، كالسفارة العراقية في استوكهولم.
فالمعلوم بأنه بين الحين والاخر تقوم دائرة الجوازات بالاعلان عن اصدار فئة جديدة من الجواز العراقي تحل محل الفئة التي سبقتها، فمن الفئات القديمة الى فئة الـ(S)  والى الفئة (G) ثم اخيراً الى الفئة(A). والسلطات العراقية بايجادها هذه الصيغ والفئات المختلفة ترهق كاهل العراقيين بالعديد من الاعباء التي كانت من الممكن ان تتجاوزها لو انها اوجدت آلية اكثر حكمة وفعالية. اضف الى ذلك فان صعوبة وبطء الاجراءات المتبعة في الحصول على الجواز قد زاد من الطين بلة.
الجالية العراقية في بعض دول شمال اوربا كـ( السويد ، النرويج ، الدانمارك ، فنلندا )  هي احدى الفئات التي عانت ولا زالت تعاني بشدة من استمرار مشاكل الحصول على الجواز، ولايخفى بان لجواز السفر اهمية كبيرة في حياة المواطن العراقي وعليه يتوقف مصير العديد من المعاملات الرسمية الضرورية، فبدون جواز يستحيل على الشخص السفر والتنقل الى الدول الاخرى كما ان الجواز يعتبر وثيقة ومستمسكاً مهماً غالبا ما يكون توفرها ضرورياً لانجاز معاملات كثيرة اخرى مثل معاملة الحصول على جنسية الدولة التي يقيم فيها الشخص العراقي وغيرها من المعاملات، حيث يكون الجواز العراقي دليلا وحيداً ومهما في اثبات جنسية الشخص العراقي.علماً انه بعد صدور الفئة (G) فانها حلت محل الفئة (S) التي انتهت صلاحيتها كوثيقة للسفر وايضاً كدليل اثبات على جنسية المواطن العراقي. وهناك الان في السويد الكثير من العراقيين ممن تتوقف معاملاتهم في الحصول على الجنسية السويدية، لعدم امتلاكهم الجواز العراقي.
 بعد قرار دائرة الجوازات العراقية باصدار الفئة الجديدة من الجواز والتي سميت بفئة (A)، كان اصدار الجواز الجديد حصراً في بغداد فقط ، وكان يتطلب ارسال المعاملات الى بغداد ، وهذا كان يستغرق وقتا طويلا قد يتجاوز العام الكامل، فإن الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل ان السفارة العراقية في استوكهولم اوقفت ترويج معاملات الحصول على الجواز الجديد لفترة طويلة. وبناءاً على المطالبات العديدة والمستمرة من قبل ابناء الجالية العراقية بضرورة تخويل السفارة العراقية صلاحية اصدار الجواز العراقي  الامر الذي يسهل كثيرا الحصول على الجواز ويقصر المدة التي تستغرقها عملية الاصدار، وخاصة في البلدان الأوربية التي تتواجد فيها اعداد كبيرة من أبناء الجالية العراقية، حيث يمكن على سبيل المثال ان تكون السويد مركزا لأصدار الجواز للدول ( السويد ، النرويج ، الدانمارك ، فنلندا )، نظرا لوجود جالية عراقية كبيرة العدد في السويد..
لقد تقرر مؤخرا تزويد السفارة العراقية في ستوكهولم بمنظومات خاصة بإصدار الجوازات، وتم تشغيل منظومة اِصدار الجوازات المقروءة آليـاً داخل السفارة بتاريخ 21/5/2011 وبشكل تجريبي.
بيد ان المشاكل لم تتوقف عند هذا الحد فلم تعمل المنظومة مدة طويلة، فما ان اصدرت السفارة بضعة جوازات وبالتحديد 21 جواز (حسب الاعلان الموجودة على موقع السفارة الالكتروني الذي تطلب فيه من الاخوه المواطنين الذين صدرت لهم جوازات عراقية حديثاً عن طريق منظومة الجوازات في السويد مراجعة السفارة). فقد تفاجئ المواطن العراقي باعلان السفارة وعن طريق موقعها الالكتروني ايضاً عن خبر توقف اصدار الجوازات بالنظر لحدوث خلل فني في منظومة اِصدار الجوازات في داخل العراق  وفي البعثات في الخارج . وتذكر السفارة العراقية في استوكهولم  في اعلانها (أعلمتنا وزارة الداخلية/ مديرية الجوازات العامة بتوقف عمل منظومة اِصدار جوازات السفر منذ ثلاثة أسابيع بسبب الصيانة وسيتم اعلام أبناء الجالية الكرام لاحقاً باستئناف عمل المنظومة في المديرية اعلاه).
وهنا نطلب من السلطات العراقية ومن السفارة العراقية في السويد بضرورة الاهتمام الجدي بهذا الموضوع والاستماع والاطلاع على معاناة العراقيين وبضرورة ايجاد حل سريع لهذه المشكلة العويصة التي باتت ترهق كاهل العديد من العوائل العراقية في المهجر، وخصوصاً ان هناك الالاف من معاملات طلب الحصول على الجواز العراقي من ابناء الجالية العراقية في دول ( السويد، النرويج، دنمارك، فلندا) بانتظار الانجاز، وليس من المعقول ، ونحن في القرن الحادي والعشرين عصر الانترنت والتطور التقني،  ان لاتكون  هناك وسيلة وطريقة لاصلاح الخلل بصورة مستعجلة لانهاء معاناة المواطنين. فالامر ليس بتلك الصعوبة إن كانت هناك نية جدية ورغبة مخلصة لمعالجة الموضوع.
   ان العديد من العراقيين يضطر للسفر الى العراق من اجل الحصول على جواز عراقي جديد لان الجوازات السابقة قد انتهت مدة نفاذها أو انها غير معتبرة في اتمام بعض المعاملات مثل معاملة الحصول على الجنسية السويدية مثلا، وهذا بالتاكيد يعد عبئاً ثقيلا يرهق كاهن المواطن من كافة المجالات سواء من حيث تحمل نفقات وتبعات السفر وترك الالتزامات والواجبات  الحياتية المختلفة، هذا اذا كان للشخص جوازا قديما يسمح له بالسفر لجلب جواز جديد في الاياب. فلا يعقل ان يسافر شخص من السويد الى العراق ليس لاجل شئ سوى لطلب الحصول على جواز سفر جديد. اما اذا لم يكن له جواز قديم فتكون مشكلته حينها مشكلة عويصة وما عليه سوى الانتظار والانتظار.
21/10/2011

ليست هناك تعليقات: