بحث هذه المدونة الإلكترونية

بسقوط سنجار إنتهى مستقبل الايزيديين بالعيش في العراق وكوردستانه.




ديندار شيخاني.
ما تعرضت له سنجار من احداث مأسآوية، قد شًكل صدمة كبيرة للايزيديين و جعلهم يشعرون بأن مستقبلهم وأملهم بالبقاء في العراق وكوردستان ليس سوى حلم يصعب تحقيقه على ارض الواقع، فالواقع يدل بما لايقبل الشك بأن هناك مؤامرة حيكت وتحاك ضد الايزيدية لانهائهم من الوجود و لإفراغ العراق وكوردستان منهم كما حصل مع غيرهم من الاقليات الدينية، لذلك نرى تصاعد مطالب مجاميع كثيرة من الايزيديين بفتح باب الهجرة الجماعية لهم، ولاشك بأن هذه المطالب لاتأتي من فراغ بل ان هناك العديد من الاسباب التي تدفعهم للمطالبة بذلك/
فقد زالت ثقة الايزيديين بالحكومة وسلطاتها ومؤسساتها، حيث إن القيادات العسكرية والامنية والحزبية في سنجار، كانت تدعي -الى ماقبل سقوط سنجار- بسيطرتهم على الاوضاع وإنه لاخوف على الايزيديين من داعش والارهابيين. ولكن بعد ذلك تبين للجميع بأن تلك الادعاءات لم تكن سوى لتظليل الايزيديين، و انه كانت هناك مخططات تهدف الى محاصرة الايزيديين لكي يصبحوا لقمة سائغة لداعش. فرغم إن الخطر كان قاب قوسين أو ادنى من مناطقهم الا أن القوات الامنية حتى اللحظات الاخيرة لبقائهم في سنجار كانت تمنع الاهالي من ترك قراها ومنازلها والهروب الى أماكن اخرى اكثر اماناً . وفجأت انسحبت تلك القوات و تخلوا عن الاهالي العزل وتركوهم بيد هؤلاء المجرمين الذين قاموا بارتكاب ابشع الجرائم بحق الاهالي، اعادت الى ذاكرة الايزيديين صور الفرمانات والابادات الجماعية التي تعرضوا لها على مدى التاريخ. اضف الى ذلك بأن أهالي منطقة سنجار من غير الايزيديين قد خاونوا وغدروا بالايزيدية بتعاونهم مع داعش وتقديم الخدمات والمعلومات والمستلزمات لهم، لابل قيامهم بنهب قرى الايزيديين وبيوتهم بعد ان هجرها أهاليها.
إن ما يثير الاستغراب والاستهجان هو عدم تحرك قيادة الاقليم لمعالجة الأوضاع السيئة التي نجمت في المنطقة.
لقد مر قرابة شهر على سقوط سنجار ولم تظهر في الأفق بوادر لإنقاذ اهالي سنجار من منحنتهم . فلا تزال سنجار بيد الدواعش ولا تزال الالاف من الفتيات والنساء الايزيديات بيد داعش الذي يقوم بارتكاب جرائم لا يتصورها العقل الانساني في القرن الحادي والعشرين ، ولاتزال الالاف من العوائل مشردة تفترش الشوارع والارصفة والبراري في ظل اوضاع لا انسانية، دون ان تتحرك سلطات الاقليم لنجدتهم.
كان يتوجب على قيادات الاقليم ان لا يغفو لهم جفن قبل ان يطمأنوا على معالجة كل ما لحق بسنجار واهاليها ، لكن للاسف فحتى المسؤولين والسفراء الاجانب أتوا لزيارة كوردستان وقاموا بزيارات الى هؤلاء النازحين والاطلاع عن قرب على معاناتهم.. في حين لم يتحرك أي شعور لدى القادة الاقليم بل انهم استرخصوا الجلوس بين النازحين المساكين خوفاً من تتجعد بدلاتهم، أو أن ينزل شأنهم قليلاً.
بعد كل ما حصل في سنجار وما لاقاه اهلها، لا أعرف بأي وجه يمكن لتلك القيادات ان يواجهوا المواطن الايزيدي وخصوصاً السنجاري منه، الذي يرفض الرجوع الى سنجار ويطالب بدلا من ذلك بهجر العراق وكوردستانه والهروب الى دولة تؤمن له على الاقل آدميته وإنسانيته.
لقد ادرك المواطن البسيط فضاعة الخطط التي تحاك ضده، وبأنه يتم استغلال ماسآة الايزيدية من قبل بعض الاطراف للوصول الى بعض الغايات والاهداف، مثل الحصول على الدعم من الدول الاجنبية.
واذا كان المواطن الايزيدي السنجاري يترك وطنه وأرض اجداده فانه لن يترك حقوقه تضيع هدراً ولن يترك الجاني يسرح ويمرح، لا بل ان سيبقى يطالب بمعاقبة كافة الذين سببوا تلك الماسآة له، وهو لن يعتمد على الاجراءات التي تدعي قيادات الاقليم بانهم سيتخذونها بحق القيادات الحزبية والعسكرية، بل ان الجريمة التي تعترضت لها سنجار واهلها لابد ان تعتبر جريمة ابادة جماعية وان تتشكل محكمة دولية للنظر في هذه الجريمة ولادانة ومحاسبة كافة المتسببين سواءا كانوا فاعلين أصليين او شركاء في الجريمة..

ليست هناك تعليقات: